عاد الهدوء التام إلى مخيم عين الحلوة منذ الساعة الثانية فجراً وحتى الآن، بعدما تجدّدت الاشتباكات الساعة العاشرة مساء فجأة وبشكل عنيف وعلى مختلف محاور القتال رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الذي بقي صامداً طوال ساعات نهار أمس (الأربعاء) باستثناء بعض الخروقات المحدودة التي كانت تجري معالجتها فوراً.
وتجددت الاشتباكات على كل المحاور: الطوارئ – البركسات، الطوارىء – محطة جلول، البركسات – الصفصاف، وحطين -درب السيم وجبل الحليب، واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية التي سقط عدد منها في أماكن متفرقة من مدينة صيدا ومنطقتها.
وأدت جولة القتال الجديدة إلى سقوط قتيل هو العنصر الفتحاوي يونس مصطفى أبوشقرة، وجرح ثلاثة أشخاص لترتفع الحصيلة منذ بدء الإشتباكات يوم السبت الماضي (29 تموز 2023) إلى 11 قتيلاً بينهم قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي وأربعة من مرافقيه، وأكثر من 56 جريحاً تلقى معظمه العلاج في المستشفيات ثم غادروها.
واستدعت هذه الاشتباكات المسلحة اتصالات سياسية على أعلى المستويات، حيث هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتمنّى عليهما التدخّل الإيجابي لإيقاف الاشتباكات الدائرة في المخيّم، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مؤكّداً "حرص الحركة على الأمن والاستقرار في المخيّمات والجوار".
كما هاتف هنية، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وبحث معه التطوّرات المؤسفة في المخيم، وأكّد عليه بذل مزيد من الجهد، وضرورة الضغط لوقف الاشتباكات وسحب المسلحين من الشوارع، وإعادة الحياة إلى المخيّم.